وروي عنه (ص) إنه قال لعلي (ع) «حربك يا علي حربي وسلمك سلمي» وحرب النبي (ص) كفر بلا خلاف ، فينبغي ان يكون حرب علي (ع) مثله ، لأنه (ص) أراد حكم حربك حكم حربي ، وإلا فمحال ان يريد : نفس حربك حربي ، لأن المعلوم خلافه.
فان قيل : لو كان ذلك كفرا لا جرى عليهم احكام الكفر من منع الموارثة والمدافنة والصلاة عليهم وأخذ الغنيمة واتباع المدبر والإجازة على الخروج. والمعلوم انه (ع) لم يجر ذلك عليهم فكيف يكون كفرا.
قلنا : احكام الكفر مختلفة كحكم الحربي والمعاهد والذمي والوثني ، فمنهم من تقبل منهم الجزية ويقرون على دينهم ، ومنهم من لا تقبل منهم ، ومنهم من يناكح وتؤكل ذبيحته ، ومنهم من لا تؤكل عند المخالف. ولا يمتنع ان يكون متظاهرا بالشهادتين وان حكم حكمه مخالف لأحكام الكفار كما تقول (١) المعتزلة في (٢) المجبرة والمشبهة وغيرهم من الفرق الذين يحكمون بكفرهم وإن لم تجر هذه الأحكام عليهم فبطل ما قالوه.
فأما من خالف الإمامية (٣) فمنهم (٤) من يحكم عليهم بالفسق
__________________
(١) ح : نقول.
(٢) أ ، ب : والمجبرة بالعطف.
(٣) في الأصل : الامامة.
(٤) ففيهم.