إعدادات
الإقتصاد فيما يتعلّق بالإعتقاد
الإقتصاد فيما يتعلّق بالإعتقاد
المؤلف :أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :دار الأضواء
الصفحات :466
تحمیل
إلى بعد وفاته وجب ان تثبت له هذه المنزلة ، وليس لأحد ان يقول لو بقي هارون إلى بعد وفاته لكان مفترض الطاعة لمكان نبوته لا بهذا القول ، وإذا كان علي (ع) لم يكن نبيا فكيف ثبت له فرض الطاعة؟ وذلك ان فرض الطاعة ثبت في النبي والامام وهي منفصلة من النبوة فلا يجب بانتفاء النبوة انتفاؤها ، بل لا يمتنع ان تنتفي (١) النبوة ويبقى فرض الطاعة. وإذا كان النبي قد أثبت (٢) له هذه المنزلة وانتفت النبوة لم يجب انتفاء فرض الطاعة ألا ترى ان العاقل (٣) لو قال لو كيله أعط فلانا كذا لأنه استحقه عليّ من ثمن المبيع (٤) ثم قال : وأنزل فلانا (٥) بمنزلته فانه يجب ان يعطيه مثل ذلك وإن لم يكن استحقه من ثمن المبيع بان يكون استحقه عليه من وجه آخر أو ابتداء هبة منه وليس للوكيل منعه ، وان يقول ذلك استحقه من ثمن المبيع ، وأنت ما بعته (٦) شيئا فلا تستحق. لأن العقلاء يوجبون على الوكيل العطية ولا يلتفتون إلى هذا الاعتذار ولا هذا القول.
فأن قيل : تقديره أن هارون لو بقي لأستحق فرض الطاعة والخلافة منزلة مفردة لا توصف بأنها منزلة كما لا توصف (٧) صلاة سادسة بأنها
__________________
(١) أ : تبقى.
(٢) ح : ويثبت.
(٣) ح : القائل.
(٤) ح : مبيع وكذا الآتي.
(٥) زاد في ح : آخر. وفي أ : لآخر.
(٦) ح : فما بعته.
(٧) ح : لا تصف.