فعدت على الفرجين تحسب انه |
|
مولى المخافة خلفها وأمامها |
وقول أبي عبيدة حجة في اللغة. وقال الأخطل يمدح عبد الملك ابن مروان :
فأصبحت مولاها من الناس كلهم |
|
وأحرى قريش ان تهاب وتحمدا |
أي أولى الناس بها ، وروي عن النبي (ص) إنه قال «أيما امرأة نكحت بغير اذن مولاها فنكاحها باطل» وفي خبر آخر بغير اذن وليها ، وأراد بذلك من هو أولى بالعقد عليها ، وقد حكينا عن المبرد انه قال : مولى (١) وولى وأولى وأحق بمعنى واحد ، فمن عرف عادة أهل اللغة عرف صحة ما قلناه. وإذا ثبت ذلك فالذي يدل على ان المراد به في الخبر الأول ما قلناه من ان النبي (ص) قدم جملة ثم عطف عليها بأخرى محتملة لها ولغيرها ، فوجب حملها على مقدمها ، وإلا أدى إلى ان يكون (ص) ملغوا في كلامه واضعا له في غير موضعه ، ولذلك لا يليق به (ص) ألا ترى ان العاقل إذا أقبل على جماعة فقال ألستم تعرفون عبدي سالما فاذا قالوا بلى ، قال : فأشهدوا ان عبدي حر ، لم يفهم من كلامه إلا عتق العبد الذي تقدم تقريرهم على (٢) معرفته ، ولو أراد غيره لكان ملغوا ، وإذا قال لهم ألستم تعرفوا لي ضيعني الفلانية فاذا قالوا بلى ، قال لهم بعد ذلك : فأشهدوا ان ضيعتي
__________________
(١) ح : المولى.
(٢) أ : عليه.