بل يلزمه «علم» (١) التفصيل لكثرة خواطره ، وتواتر شبهاته ، وليس يمكن حصر ذلك بشيء لا يمكن الزيادة عليه ولا النقصان عنه.
فان قيل : فعلى «كل» (٢) حال بينوا «لنا» (٣) مثالا على وجه التقريب.
قلنا : أما على وجه التقريب فأنا نقول : «ان» (٤) من فكر في نفسه فعلم انه لم يكن موجودا ثم وجد نطفة ثم صار علقة ثم مضغة ثم عظما ثم جنينا في بطن أمه ميتا ثم صار حيا فبقي مدة ثم ولد صغيرا فتتقلب به الأحوال من صغر إلى كبر «ومن طفولة إلى رجولة» (٥) ، ومن عدم عقل إلى عقل كامل ، ثم الى الشيخوخة ، وإلى الهرم ، ثم «إلى» (٦) الموت ، وغير ذلك من أحواله ، علم ان هاهنا من يصرفه هذا التصريف ، ويفعل به هذا الفعل ، لأنه يعجز عن فعل ذلك بنفسه ، وحال غيره من أمثاله حاله من العجز عن فعل (٧) ذلك ، فعلم بذلك إنه لا بد من ان يكون هناك من هو قادر على ذلك ، مخالف له ، لأنه لو كان مثله لكان حكمه حكمه ، ويعلم انه لا بدّ
__________________
(١) في ب وح على.
(٢) ساقطة من أون.
(٣) في (ب) و (ح) لذلك.
(٤) ساقطة من ح.
(٥) في أمن طفولية الى رجولية.
(٦) الحرف (الى) ساقط من ب وح.
(٧) في ب وح نيل ذلك.