ان يكون عالما ، من حيث ان ذلك في غاية الحكمة والاتساق مع علمه الحاصل بان بعض ذلك لا يصدر ممن ليس بعالم ، وبهذا القدر يكون عالما بالله على الجملة. وهكذا إذا نظر في بذر يبذر ، فينبت منه أنواع الزرع والغرس ، ويصعد إلى منتهاه ، فمنه ما يصير شجرا عظيما ، يخرج منه أنواع الفواكه ، والملاذ ، ومنه ما يصير زرعا يخرج منه أنواع الأقوات ، ومنه ما يخرج منه أنواع المشمومات الطيبة (١) ، ومنه ما يكون خشبة في غاية الطيب كالعود الرطب ، وغير ذلك ، وكالمسك الذي يخرج من بعض الظباء ، والعنبر الذي يخرج من البحر ، فيعلم بذلك ان مصرف ذلك وصانعه قادر عالم لتأتي ذلك واتساقه ، «وعجزه» (٢) وعجز امثاله عن ذلك ، فيعلم بذلك إنه مخالف «لجميع» (٣) أمثاله فيكون عارفا بالله على الجملة.
وكذلك إذا نظر إلى السماء صاحية ، فتهب الرياح ، وينشأ السحاب ، ويصعد ولا يزال يتكاثف ويظهر فيه الرعد والبرق والصواعق ثم ينزل منه من المياه البحار (٤) العظيمة التي تجري منها الأنهار العظيمة والأودية الوسيعة ، وربما كان فيه البرد (٥) مثل الجبال كل ذلك (٦)
__________________
(١) في ح اضاف (الروائح).
(٢) الكلمة ساقطة من (ب).
(٣) في (أ) عن جميع.
(٤) في ح والبحار.
(٥) البرد : بفتح الباء ، والراء ، وسكون الدال. ماء الغمام يتجمد في الهواء البارد ويسقط على الأرض.
(٦) في أوب كذلك.