وأما ابن الراوندي فهو متأخر كثيرا وشيوخ الامامية قبله معروفون ولو كان الأمر على ما قالوه لما حسن مكالمتهم كما لا (١) تحسن مكالمة من يحدث مقالة فيقول بأمامة ابن مسعود وأبي هريرة وغير ذلك ، لأن الإجماع سبقهم فلا يلتفت إليهم (٢) ، وفي حسن مكالمتهم لنا ووضعهم الكتب علينا دليل على فساد قولهم هذا.
فان قيل : لو كان هذا النص صحيحا لعلم صحته ضرورة كما علمت هجرة النبي (ص) الى المدينة وكما علم ان في الدنيا مكة وبلد الروم وغير ذلك من أخبار البلدان.
قلنا : ليس العلم بمجرد الأخبار عندنا ضرورة بل هو مكتسب عند أكثر أصحابنا وعند قوم انه مشكوك فيه فأما العلم بالنص فمستدل عليه قطعا ويجري العلم به ، كالعلم بمعجزات النبي (ص) التي هي سوى القرآن وليس إذا لم يعلم باقي المعجزات كما علمنا البلدان والوقائع وجب القطع على بطلانها لكونها معلومة بالاستدلال وكذلك النص إذا لم يكن معلوما بالضرورة ولو كان (٣) معلوما بالاستدلال لم يجب القطع على بطلانه. على ان العلم بالبلدان والوقائع لم يمتنع ان يكون حصل لما لم يقابل ما أتوا (٤) به بالتكذيب ، ولم يعرض فيه ما عرض في النص
__________________
(١) أداة النفي سقطت من ب.
(٢) ح : إليه.
(٣) ب ، ح : وكان.
(٤) العبارة في الأصل مشوشة.