الدنيا أو رهبه ، وكلاهما منتفيان عمن أدعي له النص ، لأنه لم تكن له دنيا فيطمع فيها فيكذب له بالنص ولم تنبسط (١) يده فيخاف منه فيدعوا ذلك الى وضع النص بل الدواعي كلها الى كتمانه وجحده والصوارف عن نقله واظهاره فكيف يكون هناك ما يجري مجرى التواطؤ ولو كان ذلك ممكنا لما دعاهم الى وضع فضيلة بعينها بل كان يدعو الناس الى وضع فضيلة (٢) غير الذي يدعو إليها (٣) الآخر ، لأن الاتفاق في مثل ذلك مستحيل في العادة على ما بيناه ، ولو كان أحد هذه الأشياء حصل في الوسائط الذي بيننا وبين النبي (ص) لعلم ذلك كما لو كان في الطرف الذي بيننا لعلم ولو كان الأصل فيهم واحدا ثم انتشر لعلم الوقت الذي حدث فيه ومن المحدث له ، وما الذي دعاه إليه كما علم سائر المذاهب الحادثة بعد استقرار الشرع كمذهب الخوارج والمعتزلة والجهمية والكلابية والنجارية وغير ذلك من الفرق وكما علم فقه أبي حنيفة والشافعي ومالك وانه لم يتقدمهم أحد قال به (٤) على ما ذهبوا إليه وجمعوه فكان يجب ان يعلم النص مثل ذلك ومن القائل به واذا لم يعلم ذلك دل على انه متصل.
وقولهم انه علم ذلك وانه وضعه هشام بن الحكم وابن الراوندي باطل. لأن القائلين بالنص كانوا قبل هشام وكتبهم معروفة في ذلك ،
__________________
(١) ح : يبسط.
(٢) زاد في ب : بعينها.
(٣) ب ، ح : عليها.
(٤) سقط من أ ، ب.