عند تقريب الجسم ، فالفرق بين الأمرين واضح.
قبل : السؤال لا يلزم من وجهين ، وهذا الانفصال ليس بصحيح.
احدهما : ان الجني إذا أحضر الجسم الذي أجرى الله عادتهم باحياء الميت عنده فلا يخلو ان يحيي الميت عنده (١) أو لا يحييه.
فان احياه فهذا تجويز كونه كاذبا ، وانه انما احياه لمكان (٢) عادتهم. وإن لم يحيه كان في ذلك خرق عادة الجن (٣) بفعل معجز خرق عادتهم في رفع الأحياء عند هذا الجسم الذي كان يحييه عندهم بمجرى عادتهم ، وفي ذلك تصديق الكذاب ، ولا جواب عن ذلك ألا بان يقال انه استفساد يجب المنع منه كما نقوله في الجواب الآخر.
والوجه الثاني : ان القرآن إذا كان خارقا للعادة بفصاحته ، فانما تأتى (٤) من الجني ذلك بان يجدد الله تعالى له (٥) آلة العلوم بالفصاحة حالا بعد حال ، لأن العلوم لا تبقى فيصير خلق هذه العلوم هو الخارق للعادة ، وجرى ذلك مجرى ما يقول صاحب الصرفة في مواضع ، ان ثبت (٦) لو ادعى النبوة وجعل معجزه نقل الجبال أو طفر البحار لكان خلق القدر الذي يتمكن من ذلك هو الخارق للعادة ، وهو المعجز ،
__________________
(١) سقطت من أ.
(٢) ح : لما كان.
(٣) أ : خرق العادة في الجن.
(٤) أ ، ب : وانما يأتى.
(٥) سقطت من ب.
(٦) أ ، ب : يثبت.