المعجزات ، ولا يكون لنا طريق إلى العلم بصدق الصادق ، لأنا (١) متى قلنا ان ما يختص القديم بالقدرة عليه متى فعله على (٢) وجه يخرق العادة يكون دالا ، كان لقائل ان يقول : لم لا يكون في عادة الجن انه اذا قرب جسم (٣) من جسم ميت عاش ، كما أجرى العادة في الناس اذا قربنا حجر المغناطيس من (٤) الحديد جذبه. ومتى جوزنا ذلك لم يكن في إحياء الميت على مدعي (٥) النبوة دليل على صدقه. لأنا لا نأمن ان يكون بعض الجن نقل إليه ذلك الجسم ، واحيى الله تعالى ذلك لمكان عادتهم.
فان قيل : احياء الله تعالى الميت عند تقريب الجسم بيننا وفي عادتنا خرق منه لعادتنا ، فجرى مجرى تصديق الكذاب ، وذلك لا يجوز عليه ، وليس إذا جاز ان يفعل ذلك في عادة الجن بحيث لا نعلمه جاز ان يفعله في عادتنا ، لأن فعله في عادتهم لا وجه لقبحه ، وفعله في عادتنا فيه وجه قبح ، لأنه استفساد ، وليس كذلك نقل الكلام ، لأن الجني إذا نقل الكلام الذي لم تجر عادتنا بمثل فصاحته فنفس نقله خرق عادتنا ، وليس له تعالى في ذلك صنع ، واذا نقل الجسم المشار إليه فنفس نقله للجسم لم يخرق عادتنا ، وانما الخارق لها احياء الميت
__________________
(١) أ ، ب : لأنه.
(٢) سقطت من أ ، ب.
(٣) سقطت من أ.
(٤) ب ، ح : الى.
(٥) أ ، ب : مدح.