الكهنة. فقالوا له أنت شيخنا فاذا قلت هذا ضعفت (١) قلوبنا ففكر فقال : قولوا هو سحر. معاندة وحسدا للنبي (ص) ، فانزل الله تعالى هذه الآيات (٢) (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) ـ إلى قوله ـ (إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) (٣) فمن دفع فصاحة القرآن لم يكن في حيز من تكلم. وأما اختصاصه بالنظم فمعلوم ضرورة لأنه مدرك مسموع (٤) وليس في كلام (٥) العرب ما يشبه نظمه من خطب ولا شعر على اختلاف أنواعه وصفاته ، فاجتماع الأمرين فيه (٦) لا يمكن دفعهما.
فان قيل : لو كان القرآن خارقا للعادة بفصاحته لوجدنا الفرق بين كلام (٧) أفصح العرب وبينه كما وجدنا الفرق بين (٨) شعر المتقدمين وبين شعر المحدثين الركيك وهما معتادان ، وكان ذلك أولى من حيث كان أحدهما معتادا والآخر خارقا للعادة وإذا لم نجد ذلك دل على انه ليس بخارق للعادة بفصاحته.
قلنا : هذا السؤال انما يلزم من ادعى انه خرق العادة بفصاحته
__________________
(١) ح : ضعف.
(٢) ب : الآية.
(٣) المدثر : ٢٤.
(٤) أهكذا : ليس بمدرك ولا بمسموع.
(٥) أ ، ب : شيء من كلام العرب.
(٦) ب ، ح : منه.
(٧) ليس في الأصل.
(٨) زاد في ح : بعدها كلام.