عليهم ، وأنه المختص بذلك ، ولا ينفع مع ذلك الحرب لو غلبوا فكيف وهم كانوا أكثر الأوقات مغلوبين مقتولين ، وكان يجب مع هذا أن يقدموا المعارضة ، فان أنجعت وألا عدلوا إلى الحرب. أو كان يجب ان يجمعوا (١) بينهما فيكون أبلغ وأنجع. وفي عدو لهم عنها دليل على انهم كانوا عاجزين.
وليس لهم أيضا أن يدعوا : أنهم التبس عليهم الحال ، فلم يعرفوا ما أراد (٢) بالتحدي من المعارضة بالمثلية ، وذلك أنه لو كان كذلك لاستفهموه وقالوا له ما الذي تريد بذلك ، فكيف وهم كانوا عارفين في تحدي بعضهم بعضا بالشعر والخطب ، وكيف التبس عليهم الأمر هاهنا.
فان قالوا : خافوا ان يلتبس الأمر فيظن قوم إنه ليس مثله. قيل : هذا هو المطلوب أن يختلف العقلاء فيه ، فطائفة (٣) يقولون انه مثله ، وطائفة يقولون إنه ليس مثله فيحصل الخلاف وتقع الشبهة ، وذلك أولى من ترك المعارضة التي تقوى معها الشبهة بالعجز. وليس لهم ان يقولوا انه لم تتوفر دواعيهم الى ذلك ، وذلك ان هذا باطل ، وكيف لم تتوفر دواعيهم وهم تكلفوا من المشاق العظيمة من القتال وإنفاق الأموال ما هو معروف ، والعاقل لا يتكلف ذلك فيما لا يتوفر دواعيه إلى إبطاله.
__________________
(١) ب ، ح : يجمع.
(٢) في الأصل : ما أرادوا.
(٣) ب ، ح : وطائفه.