يعارضوه أو لأن الله صرفهم عن معارضته ، ولو لا الصرف لعارضوا. وأي الأمرين ثبت صحت نبوته ، لأن الله (١) لا يصدق كذابا ، ولا. يخرق العادة لمبطل.
فالذي يدل على (٢) ظهوره بمكة وادعائه النبوة فالعلم الضروري الذي لا ينكره (٣) عاقل سمع الأخبار ، وظهور هذا القرآن على يده أيضا «مثل ذلك ضروري» (٤) ، فالشك في احدهما كالشك في الآخر.
وأما الذي يدل على انه تحدى بهذا القرآن فهو ان معنى التحدي إنه (ص) كان يدعي ان الله تعالى خصه بهذا القرآن ، وأبانه ، وان جبرئيل (ع) كان يهبط عليه فيه ، وذلك معلوم ضرورة ولا يمكن أحد دفعه ، وهذا غاية التحدي في المعني والبعث على إظهار معارضته إن كان مقدورا ، وأيضا فمعلوم انه (ع) ادعى النبوة ، ودعا الناس كافة إلى الإقرار بنبوته والعمل بشرعه ، ومن ادعى هذه المنزلة لا بد ان يحتج بأمر يجعله حجه على دعواه صحيحا كان أو فاسدا. لأنه لو عرى دعواه من حجه أو شبهه لسارع الناس إلى تكذيبه وطالبوه بما يدل على صدق قوله ، فلما (٥) لم يكن ذلك منهم دل
__________________
(١) ب ، ح : لأنه تعالى.
(٢) في ح هكذا «فأما الفصل الأول وهو ظهوره ...» وفي ب : قلنا الفصل ...
(٣) ب ، ح : فمعلوم ضرورة لا ينكره ...
(٤) ب ، ح : معلوم مثل ذلك ضرورة.
(٥) ح : ولما.