فصل ـ ٥ ـ
الكلام في نبوة محمد (ص) (*)
وأما من أجاز النسخ عقلا وشرعا ومنع من صحة نبوة نبينا (ص) فالوجه فيه :
ان ندل على صحة نبوة نبينا (ص) لنبطل قوله. ولنا في الكلام على نبوته (١) طريقان : أحدهما الاستدلال بالقرآن على صحة نبوته ، والآخر الاستدلال بباقي معجزاته.
إعجاز القرآن :
والاستدلال بالقرآن لا يتم إلا بعد بيان خمسة أمور (٢) :
احدها : ظهوره بمكة وادعاؤه النبوة.
وثانيها : تحديه العرب بهذا القرآن وادعاؤه ان الله أنزله عليه وخصه به.
وثالثها : أنه لم يعارضوه في وقت من الأوقات.
ورابعها : إنهم لم يعارضوه للعجز.
وخامسها : ان هذا التعذر خرق العادة. فاذا ثبت ذلك دل على ان القرآن معجز ، سواء كان معجزا خارقا للعادة بفصاحته فلذلك لم
__________________
(*) ليس في الأصل.
(١) ح : في نبوته.
(٢) ح : أشياء.