لو كان صحيحا لما ثبت نبوة من ينسخها. فان قيل : لم صرتم بأن تدلوا على نبوة نبيكم فتعلموا بطلان دعوانا ، أولى منا إذا دللنا على صحة خبرنا فنعلم بطلان دعواكم في صحة نبوة نبيكم؟
قلنا : نحو أولى بذلك لأن النظر في معجز النبي (ص) يبنى على أمور عقلية لا يدخلها الاحتمال والاشتباه لأنه مبني على ظهور القرآن وتحدي العرب وأنهم لم يعارضوه وذلك كله معلوم ضرورة ، والعلم بأن ما هذه صورته يكون معجزا ودالا على النبوة طريقه اعتبار العقل الذي لا يدخله الاحتمال ، وليس كذلك الكلام في الخبر لأن الخبر كلام ، والكلام تدخله الحقيقة والمجاز والعمل (١) بظاهره وتركه ، والخبر الذي يدعونه مبني على صحته ، وصحته لا تعلم إلا بعد العلم بأن صفة التواتر ثابتة في جميع أسلاف اليهود ، في (٢) كل زمان. ثم إذا ثبت فهو كلام تدخله الحقيقة والمجاز والخصوص والعموم والشروط والعدول على ظاهره ، فعلم بذلك ان النظر في معجز النبي (ص) أولى.
لأن في العلم بصحته بطلان ما سواه ، وإن لم يعلم بصحته (٣) تكلف النظر في تصحيح خبرهم.
__________________
(١) أ ، ب : والعلم.
(٢) ب ، ح : وكل زمان.
(٣) ب ، ب : صحته بحذف الباء.