لأن حبطها (١) نقصان الثواب لأن عقابها قد زال بالتوبة والنبوة ، وذلك لا يقوله أكثر من خالفنا.
وأما ما (٢) يستدل به من الظواهر التي (٣) يقتضي ظاهرها وقوع المعصية من الأنبياء نحو قوله (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) (٤) فقد بينا الوجه فيه في التفسير واستوفاه المرتضى في التنزيه فلا يحتمل ذكر ذلك هاهنا. بل نقول الظواهر تبنى على أدلة العقول «ولا يبنى أدلة العقول» (٥) على الظواهر ، وإذا علمنا بدليل العقل ان القبيح لا يجوز عليهم تأولنا الآيات ان كان لها ظواهر وإن كان اكثرها لا ظاهر له على ما بين (٦) هناك. واما الذي به يعلم انه لا يجوز عليه الكتمان مما بعث لا دائه فهو أنا لو جوزنا ذلك لأدى (٧) الى نقض الغرض في ارساله فنؤل (٨) ما حمله وكلف ادائه الى من هو مصلحة لهم حتى يكون مزيحا لعلتهم فاذا علم انه لا يؤدي انتقض الغرض ولم تحصل إزاحة العلة في معرفة
__________________
(١) ب : حظها.
(٢) ح : وأما من يسأل من الظواهر.
(٣) أ : الذي.
(٤) طه : ٢١.
(٥) سقط من أ ، ب.
(٦) ب : يتبين.
(٧) ب ، ح : أدى بحذف اللام.
(٨) كذا في ح : وفي أ : فيول.