فصل ـ ٣ ـ
الكلام في العصمة (١)
ويجب ان يكون النبي معصوما من القبائح صغيرها وكبيرها قبل النبوة وبعدها على طريق العمد والنسيان وعلى كل حال.
يدل على ذلك ان القبيح لا يخلو ان يكون كذبا فيما يؤديه عن الله أو غيره من أنواع القبائح. فان كان الأول فلا يجوز عليه لأن المعجز يمنع من ذلك لأنه ادعى النبوة «على الله» (٢) وصدقه بالعلم المعجز (٣) ، فجرى ذلك (٤) مجرى ان يقول له صدقت فلو لم يكن صادقا لكان قبيحا لأن تصديق الكذاب قبيح لا يجوز عليه تعالى.
وأما الكذب في غير ما يؤدونه (٥) وجميع القبائح الأخر ، فانما ننزههم عنها لأن تجويز ذلك ينفر عن قبول قولهم ، ولا يجوز على الله ان يبعث نبيا ، ويوجب علينا اتباعه وهو على صفة تنفر عنه ، ولهذا جنب الله تعالى الأنبياء الفظاظة والخلق المشينة ، والأمراض المنفرة ،
__________________
(١) ليس في الأصل.
(٢) سقط من أ ، ب.
(٣) قبله في أ : واظهر الله المعجز على يده.
(٤) سقطت من أ.
(٥) ح : يؤذبه.