فصل ـ ٢ ـ
الكلام في المعجز (١)
ولا طريق الى معرفة النبي إلا بالمعجز والمعجز في اللغة عبارة عمن جعل غيره عاجزا مثل المقدر الذي يجعل غيره قادرا إلا (٢) انه صار بالعرف عبارة عما يدل على صدق من ظهر على يده واختص به. والمعتمد على ما في العرف دون مجرد اللغة.
والمعجز يدل على ما قلناه بشروط :
١ ـ ان يكون خارقا للعادة.
٢ ـ ان يكون من فعل الله أو جاريا مجرى فعله.
٣ ـ ان يتعذر على الخلق جنسه (٣) أو صفته المخصوصة.
٤ ـ ان يتعلق بالمدعى على وجه التصديق لدعواه.
وانما اعتبرنا كونه خارقا للعادة لأنه لو لم يكن كذلك لم يعلم انه فعل للتصديق دون ان يكون فعل بمجرى العادة ، ألا ترى انه لا يمكن ان يستدل بطلوع الشمس من مشرقها على صدق الصادق ويمكن بطلوعها من مغربها وذلك لما فيه من خرق العادة.
__________________
(١) ليس في الأصل.
(٢) ح : لأنه.
(٣) أ ، ب : حقيقته. وكذا في ما يأتي.