العلم بالله ولا يجوز ان يكون الفرع ضروريا والأصل كسبيا فيكون الفرع أقوى من الأصل. ويجوز ان يبعث الله تعالى نبيا ليؤكد ما في العقول وان لم يكن معه شرع ولا يكون ذلك عبثا لأنه لا يمتنع ان تكون نفس بعثته لطفا للمكلفين. فعلى هذا يجب اظهار المعجزات على يده لأنا فرضنا ان في بعثته لطفا ولو لم يكن في بعثته لطف لما كان أيضا عبثا كما لا يكون نصب أدلة كثيرة على شيء واحد عبثا وان كان الدليل الواحد كافيا في هذا الباب.
وأما النظر في المعجزة فان كان معه شرع أو كان نفس بعثته لطفا فانه يجب علينا وان لم يكن كذلك بل بمجرد ما في العقل فانه يحسن النظر في معجزه وان لم يجب ومتى الزمنا على ذلك جواز اظهار المعجزات على يد الأئمة والصالحين فانا نلتزمه وسنتكلم عليه فيما بعد ان شاء الله. وتحسن بعثة الأنبياء لأمور أخر. نحو (١) تعريفنا للقطع على عذاب (٢) الكفار ، وليعرفونا بعض اللغات ، وليعرفونا الفرق بين السموم القاتلة والأغذية وكثيرا من مصالح الدنيا على ما بيناه (٣) في شرح الجمل. وان لم يكن جميع ذلك واجبا لإمكان الوصول الى هذه الأشياء من غير جهة الأنبياء على ما بيناه في الشرح.
وقول البراهمة ان النبي لا يخلو ان يأتي بما يوافق العقل أو بما يخالفه
__________________
(١) أ : ويجوز.
(٢) ب : عقاب.
(٣) زاد في ح : وفرعناه.