خالف في جواز للنسخ عقلا أو شرعا أو خالف في نبوة نبينا (ص) فصار الكلام في ذلك أولى من غيره.
والطريق الثاني : ان نتكلم على فرقة فرقة بكلام يخصهم ، فنتكلم أولا في حسن البعثة لنبطل مذهب البراهمة ثم نتكلم في نبوة نبينا (ص).
والذي يدل على الفصل الأول من هذه الأقسام وهو الكلام في حسن البعثة هو انهم يؤدون إلينا ما هو مصلحة لنا في التكليف العقلي ، ولا يمكننا معرفة ذلك بالعقل ، ولا يمتنع ان يعلم الله ان في افعال المكلف ما اذا فعله دعاه الى فعل الواجب العقلي أو صرفه عن القبيح العقلي ، أو ما اذا فعله دعاه الى فعل (١) القبيح أو الاخلال بالواجب فيجب ان يعلمنا ذلك لأن الأول لطف لنا والثاني مفسدة ويجب عليه تعالى إزاحة العلة (٢) من المكلف في فعل اللطف على ما مضى بيانه (٣). ولا يمكن اعلام ذلك إلا ببعثة الرسل الذين يعلمونا ذلك لأنه لا يمكننا الوصول إليه بضرورة العقل ولا باستدلال ولا يحسن خلق العلم الضروري بذلك لأنه ينافي التكليف فلم يبق بعد ذلك إلا بعثة الرسل ليعرفونا ذلك. وعلى هذا الوجه متى حسنت البعثة وجبت ولا ينفصل الحسن من الوجوب.
وانما قلنا لا يحسن خلق العلم الضروري بذلك لأنا بينا ان معرفة الله تعالى انما تكون لطفا اذا كانت كسبية والعلم بالشرائع فرع على
__________________
(١) سقطت من أ.
(٢) ح : عدة المكلف.
(٣) ح : القول فيه.