بنعمة الله معتقد بها ، فكيف يكون جاحدا.
وأما قول الحسن إنه منافق ، باطل. لأن المنافق هو من أظهر خلاف ما في باطنه ومن كان مظهرا للمعصية التي يستحق بها العقاب لا يكون منافقا.
وقول الخوارج واحتجاجهم على ان مرتكب الكبيرة كافر بقوله (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) (١) مبني على القوم بالعموم ، الذي (٢) بينا فساده. ولنا ان نخص ذلك بما تقدم من الأدلة الموثقة. وقوله (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ، لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى ، الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (٣) يفيد نارا مخصوصة ، ولذلك خص بها الذي كذب وتولى وهم المرتدون وأما (٤) من كان كافرا ابتداء فلا يدخل فيها.
وقوله (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) ـ إلى قوله ـ (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ) (٥) لا يمنع ان يكون هناك قسم ثالث. وإن لم يكن منطوقا به ، ويكون عليها (٦) سمة أخرى» وقوله (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ
__________________
(١) المائدة : ٤٤.
(٢) ح : والذي.
(٣) الليل : ١٦.
(٤) ح : فأما.
(٥) عبس : ٣٨.
(٦) في أ ، ب : عليها غيره.