الله وتوحيده وعدله وجحد نبوة رسله كفرا ، لا يخالف فيه إلا اصحاب المعارف الذين بينا فساد قولهم.
ولا فرق بين ان يكون شاكا في هذه الأشياء أو يكون معتقدا لما يقدح في حصولها. لأن الإخلال بالواجب يعم الكل. فعلى هذا المجبرة والمشبهة كفار ، وكذلك من قال بالصفات القديمة لأن اعتقادهم الفاسد في هذه الأشياء ينافي الاعتقاد الصحيح من المعرفة بالله وعدله وحكمته.
وأما الفسق فهو في اللغة عبارة عن خروج الشيء إلى غيره ، ولذلك يقولون فسقت الرطوبة إذا خرجت عن قشرها ، وسميت الفأرة فويسقة من ذلك ، لخروجها من «جحرها» إلا إنه بالعرف صار متخصصا بالخروج من حسن إلى قبح.
وأما في عرف الشرع : فهو عندنا عبارة عن كل معصية سواء كانت صغيرة أو كبيرة ، لأن (١) معاصي الله كلها كبائر وإنما نسميها صغائر بالإضافة إلى ما هو أكبر منها ، وهي كبيرة بالإضافة إلى ما هو أصغر منها. وشبهة المعتزلة في ان المؤمن لا يسمى به المصدق ان قالوا أنه كان ينبغي ان لا (٢) يسمى بعد إيمانه بزمان إنه مؤمن كما لا يسمى بأنه ضارب لما (٣) تقدم من الضرب لأن الأسماء المشتقة إنما
__________________
(١) ح : ولأن.
(٢) اداة النفي ساقطة من ح.
(٣) ح : بما. ب : كما.