جوز ان يكون تفضلا فيعتقده فيكون معرضا للجهل . وكذلك لا يتم إلا بعد معرفة الله وكذلك أهل النار متى لم
يعلموا أن ما يصل إليهم يستحقونه جوزوا أن يكون ظلما فربما اعتقدوه كذلك فيكونون معرضين للجهل وذلك لا يجوز.
ولقائل ان يقول :
العاقل يعلم قبح اعتقاد لا يأمن كونه جهلا فهو اذا لم يعلم الثواب مستحقا أو
العقاب وجب عليه التوقف ولا يقدم. فاذا وجبت معرفة الله تعالى فلا يخلو أن يعرفه
ضرورة ، أو يكون عن نظر مختارا ، أو ملجأ الى فعله ، أو تذكر نظر ، أو بأن يلجأ
الفاعل الى نفس المعرفة من غير تقدم نظر. ولا يجوز ان تكون واقعة عن نظر مبتدأ لأن
ذلك تكليف ومشقة وقد بينا انه ليس هناك تكليف. ولا يجوز ان يكونوا ملجئين الى
النظر ، لأن الإلجاء الى النظر مع امكان الإلجاء الى المعرفة عبث. ولأن ذلك أيضا
فيه مشقة. وما يمنع من الإلجاء الى نفس المعرفة يمنع من الالجاء الى سبب المعرفة. ولا
يجوز ان يقع عن تذكر نظر لأن المتذكر يجوز ان تدخل عليه شبهة فيلزمه حلها وفي ذلك رجوع الى
التكليف الذي بينا فساده. وليس لأحد ان يقول : ان الشبهات لا تعترض في الآخرة مع
__________________