مشاهدة تلك الآيات والأحوال ، وذلك ان جميع ذلك لا يمنع من (١) دخول الشبهة. وأن تكون المعرفة مكتسبة. كما أن من شاهد المعجزات لم يمنع من ذلك في دار الدنيا ، ولا يجوز ان يقع الالجاء الى نفس المعرفة لأن الالجاء الى أفعال القلوب التي لا يعلمها إلا الله تعالى لا يجوز ان يقع إلا من الله وإذا وجب ان يكون الملجأ الى العلم عارفا بالله فقد استغنى (٢) بتقدم المعرفة عن الالجاء (٣) إليها.
وقد قيل ان الالجاء الى العلم انما يكون بأن يعلم انه متى خاف اعتقادا غيره منع منه فإقدامه على الاعتقاد الذي وصفنا حاله لا يكون لأجله الاعتقاد علما ، فلم يبق من الأقسام إلا ان تكون المعرفة ضرورية.
ولا يجوز ان يكون أهل الآخرة مضطرين الى أفعالهم على ما يحكى عن أبي الهذيل (٤) لأن الاضطرار الى الافعال ينقص من لذتها لأن التخيير (٥) في الأفعال أبلغ في اللذة والسرور.
وأيضا فان الترغيب في الثواب «هو (٦) على الوجه المألوف ،
__________________
(١) الحرف من سقط من أ ، ب.
(٢) ح : استقصي.
(٣) ح : بلجاء.
(٤) حمدان بن أبي الهذيل العلاف. شيخ المعتزلة ، أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل بن عطاء الملل والنحل. الشهرستاني.
(٥) ح : التحير.
(٦) الضمير هو ساقط من ب.