نفعا يتميز من الألم وبكونه مستحقا يتميز (١) من النفع المتفضل به ، وبكونه خاليا من تعظيم وتبجيل يتميز من الثواب على ما بيناه.
ويستحق المدح بفعل الواجب والندب وبالامتناع من القبيح ، وباسقاط الحقوق المستحقة كإسقاط العقاب من الله تعالى ، وكذلك من أسقط دينه عن غيره استحق المدح ولا يستحق المدح إلا بهذه الأربعة اشياء ، لأن فعل المباح والقبيح لا مدخل له في استحقاق المدح ، ولا يستحق المدح بفعل الواجب إلا اذا فعل لوجه وجوبه ، أو لوجوبه ، لأنه لو فعله ساهيا لما استحق المدح ولو فعله اتباعا للشهوة لما استحق عليه المدح أيضا. والندب لا يستحق به المدح إلا اذا فعل لكونه ندبا ومتى فعل لنفع عاجل ، أو شهوة لم يستحق المدح. فعلى هذا لا يصح فعل الواجب والندب على (٢) الوجه الذي يستحق به المدح إلا ممن كان عالما بوجوبه أو وجه وجوبه ، وبكونه ندبا أو وجه كونه ندبا (٣).
والقبيح لا يستحق المدح بتركه إلا اذا تركه لكونه قبيحا ، ولا بد من أن يكون عالما بالقبيح أو وجه القبيح حتى يصح منه تركه لذلك ، وكل ما يستحق به المدح يستحق به الثواب بشرط حصول المشقة فيه ، أو في سببه أو ما يتصل به لأن الواطئ لزوجته يستحق المدح والثواب ، وان كان فعل لذة ، لكن قصر النفس عليه ، والزام النفقة والمئونة
__________________
(١) سقطت من الأصل.
(٢) أ : هو.
(٣) سقطت من أ ، ب.