والقديم يوصف بانه مالك ولا يوصف بأنه مرزوق لما قلناه من استحالة المنافع عليه فصار من شرط تسميته رزقا صحة الانتفاع به ، وليس ذلك من شرط تسميته بالملك.
وفي الناس من قال الملك منفصل من الرزق لأنهم يقولون في الكلأ إنه رزق للبهائم ولا يسمونه بأنه ملك لها. والصحيح الأول. وإنما لا يسمى رزق البهيمة ملكا لأن من شرط تسميته بالملك ان يكون عاقلا أو في حكم العاقل من الأطفال والمجانين. وقالوا أيضا من أباح طعامه لغيره يوصف بانه رزق له ولا يقال بانه (١) ملكه قبل تناوله. قلنا : لا فرق بينهما لأن قبل تناوله فهو رزقه وملكه ، وليس له منعه منه كالكلإ والماء ، ويجوز تسمية الولد رزقا (٢) ، وكذلك العقل (لا يمتنع» (٣) أيضا تسميته بانه ملك والمعنى ان له الانتفاع بولده وبعقله فلا فرق بينهما.
وحقيقة الملك ان من يقدر على التصرف في شيء ليس للآخر منعه منه فهو مالك له ويسمى الله تعالى بانه مالك يوم الدين لهذا المعنى ، ولذلك (٤) يوصف الإنسان بانه يملك داره وعبده لأنه (٥) يقدر على التصرف فيهما ، «وليس لأحد منعه منه ولذلك لا يسمى دار غيره
__________________
(١) ب ، ح : انه.
(٢) ح : بانه رزق.
(٣) سقطت من أ.
(٤) أ : ولهذا.
(٥) في الأصل لا يقدر.