يضرك ويغمك فلا تأمن من ان تستحق مع الذم زائدا على العقاب والألم ومعلوم ان استحقاب أحدهما أمارة لاستحقاق الآخر (١).
ثم نقول : متى لم يعرف الله بصفاته وأنه قادر على مجازاتك على القبح بالعقاب كنت الى فعل القبيح «أقرب ، ومن تركه أبعد ، وإذا عرفته تكون من فعل القبيح» (٢) ابعد وإلى فعل الواجب أقرب فيجب عليك حينئذ النظر مع هذا التنبيه على ما ذكرنا.
وكل خاطر يعارض هذا الخاطر ويؤثر ، فلا بد ان يمنع تعالى منه. وما لا يعارضه ولا يؤثر فيه لا يجب المنع منه لأن للعاقل طريقا إلى دفعه بعقله ، ومعرفة الله تعالى واجبة على كل مكلف لأن ما هو لطف للمكلف من العلم باستحقاق الثواب والعقاب لا يتم إلا بها وذلك عام في جميع المكلفين فيجب ان تكون معرفته واجبة على كل مكلف ، وانما قلنا ان اللطف في التكليف لا يتم إلا معها لأن من (٣) المعلوم ضرورة ان من علم استحقاق العقاب على المعاصي زائدا على استحقاق الذم كان ذلك صارفا له عن فعل القبيح ، وكذلك من علم استحقاق الثواب على الطاعة زائدا على المدح كان ذلك داعيا الى فعله وإذا كان العلم باستحقاق الثواب والعقاب لا يتم إلا بعد العلم بالله تعالى على صفاته من كونه قادرا عالما وجبت (٤) معرفته بهذه الصفات فيعلم كونه
__________________
(١) ح : الأجر.
(٢) العبارة بطولها ساقطة من أ ، ب.
(٣) سقطت من أ ، ب.
(٤) أ : وجب.