معترضة فلا بد ان يخاف. وهذا يجوز ان يكون الحكم الذي خلقه الله وحده ، فان (١) لم يتفق ذلك أخطر الله ما يتضمن جهة الخوف وإمارته والتنبيه عليه أما بكلام يسمعه داخل اذنه ، أو يفعله في الهواء ، أو يبعث إليه من يخوفه ، وكل ذلك جائز. فاذا حصل الخوف وجب النظر.
والذي يتضمن الخاطر هو التخويف من إهمال النظر ، ولا بد ان ينبه على أمارة الخوف لأن الخوف الذي لا أمارة له لا حكم له غير انه يجب تنبيهه على جهة وجوب المعرفة ليعلم الحسن بهذا التخويف ، لأن من هدد غيره على أكل طعام غيره (٢) بعينه بالقتل يجب عليه الامتناع عن أكله ، ولا يعلم قبح الامتناع ولا حسنه. فاذا قال : لا تأكله فان فيه سما ونبه (٣) على جهة أمارة كون السم فيه علم حسن إيجاب الامتناع من الأكل ، فعلى هذا يجب ان يتضمن الخاطر انك تجد في نفسك آثار الصنعة فلا تأمن ان يكون لك صانع صنعك ودبرك أراد منك معرفته ليفعل الواجب عليك في عقلك ، وتنتهي (٤) عن القبيح. وأنت تجد في عقلك قبح أفعال لك فيها نفع عاجل ووجوب أفعال عليك فيها مشقة عاجلة ، وتعلم استحقاق الذم على القبيح (٥) ، فان الذم مما
__________________
(١) أ : فاذا.
(٢) سقطت من ح.
(٣) أ ، ب : ونبهه.
(٤) أ ، ب : وينهى.
(٥) أ ، ح : القبح.