فاما من ذهب إلى التقليد فانما ينكر المناظرة دون النظر والمناظرة غير النظر. ومع هذا ربما التجئوا الى المناظرة في كثير من الأحوال على أنا نقول العلم بوجوب النظر للفصل (١) في طريق المعرفة انما (٢) يحصل عند الخوف في ابتداء التكليف ، ويحصل لبعض (٣) العقلاء في حال لا يحصل فيها لجميعهم لاختلاف أحوالهم فلا يمتنع ان يدخل بعضهم على نفسه شبهة فيزول هذا الخوف فلا يعلم وجوب النظر عليه لأن العلم بوجوب هذا النظر انما هو علم بوجوب ما له صفة مخصوصة يجوز ان يعترض شبهة فيها وجرى ذلك (٤) مجرى إدخال الخوارج شبهة على أنفسهم (٥) في قتل مخالفهم الذي هو ظلم على الحقيقة ، حتى اعتقدوا حسنه لما جهلوا (٦) صفته المخصوصة.
وقيل أيضا : ان الخوف إذا كان معمورا ببعض الأمور فلا يجده الإنسان من نفسه كما ان من اشرف على الموت وعليه حقوق ومظالم لا بد ان يخاف من ترك الوصية وإهمالها ، ومع هذا ربما ذهب عنها لبعض ما يعمره (٧) من الأمراض ، فاذا ثبت ذلك فأول فعل يجب
__________________
(١) أ ، ب : الفضل.
(٢) أ : فانما.
(٣) أ : عند العقلاء.
(٤) سقطت من أ ، ب.
(٥) ح : نفوسهم.
(٦) أ : اعتقدوا.
(٧) ح : ما يغمره