ليس بعلم ، وإنما يرتفع مع (١) العلم أو الجهل الواقع عن شبهه لأن الجاهل (٢) يتصور نفسه تصور العالم ، فلا يجوز كون ما اعتقده على خلاف ما اعتقده ، وإن كان السكون لا يكون معه ، وإنما يكون مع العلم. ومن شأن النظر إذا كان مولدا للعلم ان يكون واقعا في دليل وإن كان مقتضيا للظن ان يكون واقعا في أمارة ومتعلقا بها. ومن حق النظر المولد للعلم ان يكون الناظر عالما بالدليل على الوجه الذي يدل ليصح ان يولد نظره العلم. ومتى كان معتقدا للدليل غير عالم به صح ان يقع منه النظر غير أنه لا يولد نظره العلم لأنه لو لم يكن عالما بالدليل لم يمتنع ان يكون عالما بأن زيدا قادر من حيث صح منه الفعل مع ظنه ان الفعل يصح منه وهو غير عالم ، ومع الظن تجويز (٣) كونه على خلاف ما ظنه فلا يصح ان يكون قاطعا على كونه قادرا مع تجويز ان يتعذر منه الفعل.
ومتى ولد النظر العلم فانما (٤) يولده في الثاني ولا يصح ان يولده في الحال لأنه لا يجوز ان يكون في حال كونه ناظرا عالما بالمدلول على ما بيناه فجرى مجرى الاعتماد سواء.
النظر يولد العلم :
والذي يدل على انه يولد العلم ما علمناه من انه متى نظر في الدليل
__________________
(١) أ ، ب : من.
(٢) ح : الجهل.
(٣) ب : نجوز ، أ : تجوز.
(٤) في الأصل : وانما.