الله تعالى ينتصف للشاة الجماء من الشاة القرناء. فدل ذلك على ان العوض على المؤلم وإن لم يكن عاقلا.
والعوض يستحق منقطعا لأنه لو استحق دائما لما حسن تحمل ألم في الشاهد لمنافع منقطعة كما لا يحسن منا تحمله من غير عوض وقد علمنا حسنه فدل على ان ما يستحق من العوض منقطع.
ثم انه ينظر فان أمكن توقيته في دار الدنيا وقت عليه كما يؤقت على الكفار وان تأخر الى الآخرة فعل به مفترقا (١) على وجه اذا انقطع لا يحس بفقده فيغتم له. وأيضا فلو كان المستحق دائما لما صح فعله بالكفار والإحباط لا يدخل فيه عندنا وعند أكثرهم في العوض فدل على انه منقطع.
ويجوز ان يوصل العوض الى مستحقه وان لم يعلم انه مستحق لذلك بخلاف الثواب الذي من شرطه ان يعلم المستحق انه مستحق لذلك. وكل عوض يستحقه الواحد منا على غيره مما له المطالبة به في الدنيا ، وله استيفاؤه (٢) فانه متى أسقط بهبة أو إبراء فانه يسقط كسائر حقوقه.
فأما العوض الذي يستحق على الله تعالى أو بعضنا على بعض على
__________________
(١) ب ، ح : مفرقا.
(٢) ح : استبقاؤه.