وعلى هذا يجب ان يكون مستحقا في الحال لمثل ما يستحق عليه دون ان يكون المعلوم من حاله انه لا يخرج من دار الدنيا إلا وهو مستحق له على ما ذهب إليه أبو هاشم (١) بمثل (٢) ما قلناه من أن الانتصاف واجب والتبقية ليست واجبه.
وأما ما يفعله الواحد منا بنفسه من الآلام فانه لا يستحق عليها العوض لأن من شرط المستحق أن يكون غير المستحق عليه ، وذلك لا يصح فيما بين الانسان ونفسه غير انه يستحق ذما إن كان قبيحا ومدحا ان كان حسنا له مدخل في استحقاق المدح. وليس من شرط من يستحق عليه (٣) العوض ان يكون عاقلا لأن البهائم يستحق (٤) عليها الأعواض لانا قد (٥) بينا ان العوض على المؤلم دون المتمكن ، ومن الجأ الى الإضرار استحق (٦) عليه العوض سواء اضر بنفسه أو بغيره لأنه في حكم ما فعله الملجئ بنفسه ومن وضع طفلا تحت البرد حتى هلك فالعوض على الواضع دونه تعالى لانه بتعريضه للهلاك كأنه فعل نفس الهلاك ولذلك يذمه العقلاء على هلاك للصبي وإن كان بفعل الله لانه بتعريضه للهلاك كأنه فعل نفس الهلاك. وقد ورد الخبر بأن
__________________
(١) عبد السلام الجبائي. من الطبقة التاسعة من مشايخ المعتزلة.
(٢) ب : كمثل.
(٣) سقطت من أ ، ب.
(٤) ح : تستحق.
(٥) سقطت من ب ، ح.
(٦) أ ، ب : يستحق.