من قال (١) ان الآلام كلها قبيحة وهم الثنوية والمجوس. ومن قال ان فيها ما هو حسن اختلفوا فمنهم من قال لا وجه لحسنها إلا الاستحقاق وهم التناسخية والبكرية.
والصحيح ان في الآلام ما هو حسن وفيها ما هو قبيح. فما يقبح منها يقبح لوجوه ثلاثة :
احدها : لكونه ظلما.
وثانيها : ان يكون مفسدة.
وثالثها : ان يكون عبثا.
وما عداها (٢) يكون حسنا.
وإن شئت قلت : الآلام (٣) لا تحسن إلا لنفع يوفي عليها (٤) أو دفع ضرر اعظم منها (٥). أو الاستحقاق. أو يكون واقعا على وجه المدافعة فمتى خلا من ذلك اجمع كان قبيحا.
فأما الظلم فهو الضرر الذي لا نفع (٦) فيه يوفي عليه ، ولا دفع ضرر اعظم منه ، ولا يكون مستحقا ولا حاصلا على وجه المدافعة سواء كانت هذه الوجوه معلومة أو مظنونة.
__________________
(١) سقطت من ب ، ح.
(٢) ح : وما عداه.
(٣) ح : ب : لم.
(٤) ح : عليه.
(٥) ح : منه.
(٦) ح : لا يقع.