قادرا منه على ما لا نهاية له.
ويدل أيضا (١) على ان الأصلح في باب الدنيا غير واجب انه لو كان واجبا لما استحق تعالى الشكر بفعلها ، لأن من فعل واجبا كقضاء الدين ورد الوديعة لا يستحق الشكر وانما يستحق الشكر بالتفضل (٢) المحض. ولو لم يستحق الشكر لما استحق العبادة لأنها كيفية في الشكر وذلك خلاف الاجماع.
وهو تعالى وإن استحق الشكر على الثواب والعوض الواجبين فلأن سبب الثواب التكليف وهو تفضل وكذلك الآلام التي يستحق بها العوض تابعة للتكليف الذي هو تفضل.
فصل ـ ٦ ـ (*)
الكلام في الآلام
وأما الكلام في الآلام فيقع من وجوه :
أحدها : في اثباتها. والكلام في ذلك ظاهر لا يتشاغل به لأن المعلوم ضرورة الأمر الذي يتألم به الحي ويدركه مع نفار طبعه عنه فدفع ذلك مكابره. وانما الكلام يقع في حسنه أو قبحه لأن في الناس
__________________
(٨) ليس في الأصل.
(١) سقطت من أ ، ب.
(٢) أ : بالتفضل.