فصل ـ ٥ ـ (*)
الكلام في فعل الأصلح
وأما الأصلح في باب الدنيا فهو الأنفع الألذ الذي لا يتعلق به لطف ، فانه لا يجب على الله تعالى لأنه لو وجب ذلك لأدى وجوب فعل ما لا يتناهى وذلك محال. أو إلى ان لا ينفك القديم تعالى من الاخلال بالواجب وذلك فاسد. وانما قلنا ذلك (١) لأن النفع واللذة هو تعالى يقدر من جنسهما على ما لا يتناهى فلو كان ذلك واجبا (٢) لأدى الى ما قلناه ولو قلنا هربا من ذلك انه لا يقدر إلا على متناه أدى الى القول بتناهي مقدورات الله تعالى وذلك كفر. ولا يلزم على ذلك أن يكون اللطف في باب الدين مثل ذلك لأن اللطف في باب الدين بحسب المعلوم وليس يجب ان يكون المقدور منه ما لا نهاية له ، ولو فرضنا ذلك لقبح المكلف (٣) وان كان ذلك (٤) بعيدا. وليس كذلك اللذة والنفع لأنه يرجع الى جنس المقدور فيجب ان يكون
__________________
(*) ليس في الأصل.
(١) سقطت من أ ، ب.
(٢) سقطت من أ ، ب ،
(٣) كذا في الأصل.
(٤) سقطت من أ.