ثم نقول : الواحد منا إذا كلف غيره حضور طعامه لا يخلو أن يكون غرضه نفع المدعو ، أو نفع نفسه وما يرجع إليه. فان كان الاول وجب عليه من اللطف ما لا مشقة عليه (١) فيه ، أو ما (٢) لا يعتد به من المشقة اليسيرة. ومتى كانت فيه مشقة عظيمة لم تجب المشاق (٣) المعتبرة في وجوب الفعل أو حسنة.
فان كان غرضه نفع نفسه وما يعود إليه وجب أن يقابل بين «الضرر الداخل عليه ، وبين الغرض فيما يفعله» (٤). لنفع ذلك الفعل. فيدفع (٥) الأكثر بالأقل.
وأما المفسدة : فهي (٦) ما يقع عندها الفساد ولولاه لم يقع أو يكون (٧) أقرب الى الفساد ولولاه لم يكن أقرب ، أو ينصرف عنده (٨) من الواجب أو يكون الى الانصراف أقرب. ولا يكون له حظ في التمكين. والعلم بقبح ما هذه صفته ضروري ، (٩) لا يلتفت
__________________
(١) ب : به.
(٢) ب : لو لا ما يعتد.
(٣) ح : والمشاق.
(٤) العبارة في ح هكذا : بين الضرر الداخل وبين الضرر عليه فيما يفعله. ومثلها في ب. مع اضافة عليه بعد كلمة الداخل.
(٥) ح : ويدفع. ب : يدفع.
(٦) أ ، ب : وهي.
(٧) أ ، ب : أو أن يكون.
(٨) أ : عنه.
(٩) أ : ولا.