داعيا إليه وباعثا عليه ، والداعي لا يكون إلا متقدما ، وأقل ما يجب تقدمه وقت واحد ويجوز تقدمه بأوقات بعد ان لا يكون منسيا (١). وربما كان في تقديمه فضل مزية ، لأن رفق الوالد بولده في طلب العلم وحثه عليه بأوقات كثيرة ربما كان ادعى له الى التعلم.
أقسام اللطف : ـ
واللطف على ثلاثة أقسام.
أ ـ من فعل الله تعالى.
ب ـ من فعل من هو لطف له.
ج ـ من فعل غيرهما.
فما هو من فعل الله تعالى على ضربين :
احدهما : يقع بعد التكليف للفعل الذي هو لطف له ، فيوصف بأنه واجب.
والثاني : ما يقع معه التكليف للفعل الذي هو لطف فيه ، ولا يوصف بأنه واجب ، لأن التكليف ما أوجبه ، ولم يتقدم له سبب وجوب ، لكن لا بد أن يفعل به لأنه كالوجه في حسن التكليف.
وأما (٢) ما كان من فعل المكلف فهو تابع لما هو لطف فيه ، فان كان واجبا فاللطف واجب ، وإن كان لطفا في فعل نفل فهو نفل.
__________________
(١) أضاف في ح : قديما.
(٢) أ : وما كان.