ومتى حصل انقطاع
التكليف بفعل غير الله فقد حصل الغرض ، ومتى لم يحصل فانه تعالى يزيله. ويجوز
انقطاع التكليف بازالة العقل والموت أو الفناء.
واما فناء الجواهر
فليس في العقل ما يدل على جوازه ، ولا على احالته. والمرجع في ذلك الى السمع. فاذا
علم بالسمع انه تفنى الجواهر ، ثم علمنا أن الباقي لا ينتفي إلا بضد يطرأ عليه ،
علمنا أن في الفناء معنى نفس الجواهر.
وما يسال على ذلك من الشبهات فقد بينا الجواب عنه في شرح الجمل.
والطريق الذي يعلم
به فناء الجواهر السمع ، وقد اجمعوا على ان الله تعالى يفني الاجسام والجواهر ،
ويعيدها فلا يعتد بخلاف من خالف فيه.
ويدل عليه أيضا
قوله «هو الأول والآخر» فكما انه كان أولا ولا شيء معه موجود فكذلك يجب أن يكون أخرا ولا شيء معه موجود. وقد استدل بغير ذلك
من الآيات ، وعليها اعتراضات ، والمعتمد ما ذكرناه.
__________________