والتوصل به الى العلم.
والذي يدل على أن ذلك هو العقل لا غير : انه متى تكاملت هذه العلوم كان عاقلا ، ولا يكون عاقلا إلا وهذه العلوم حاصلة. ولو كان العقل معنى آخر ، لجاز حصول هذه العلوم «ولا يحصل ذلك المعنى وان لم يكن له هذه العلوم» (١) والمعلوم خلاف ذلك وسميت عقلا لأن لمكانها (٢) يمتنع من كثير من المقبحات ، فشبهت بعقال الناقة التي يمنعها من السير. ولأن العلوم المكتسبة مرتبطة بها ، ولا يصح حصولها من دونه ، فسميت عقلا تشبيها أيضا بعقال الناقة ، ولذلك لا يجوز وصف الله تعالى بأنه عاقل ، وإن كان عالما بجميع المعلومات.
ويجب أن يكون المكلف متمكنا من الآلات التي يحتاج إليها في الافعال التي تتعلق بتكليفه. لأن فقد الآلة كفقد القدرة في قبح التكليف. والآلات على ضربين :
أ ـ لا يقدر على تحصيلها ، إلا الله تعالى. كاليد والرجل. فيجب ان يخلقها له في وقت الحاجة إليها.
ب ـ يتمكن المكلف من تحصيلها. كالقلم (٣) في الكتابة ، والقوس في الرمي ، وغير ذلك. فالتمكين (٤) من تحصيلها له ،
__________________
(١) العبارة ساقطة من أوب.
(٢) في أوب : مكانها.
(٣) في ب ، ح : كالعلم.
(٤) في أ ، ب : فالتمكن.