عبد الله : (١) الحي هو غير هذه الجملة وهو ذات ليس بجوهر ولا عرض ولا حال في هذه الجملة. وقال ابن الراوندي ، وهشام الفوطي : هو جوهر في القلب. وقال الاسواري : هو ما في القلب من الروح. وقال النظام : هو الروح ، وهو الحياة المتداخلة بهذه الجملة. وقال ابن الإخشيد : هو جسم رقيق منساب في هذه الجملة.
والذي يدل على صحة ما ذكرناه أولا : ـ ان الأحكام الراجعة الى الحي تظهر في هذه الجملة ، من المدح والذم ، والأمر والنهي ، وغير ذلك.
وأيضا ، فان الإدراك يقع بأعضائها ، والتألم والتلذذ تابع للإدراك ، ولو أنها هي الحية لما وقع الإدراك بأبعاضها.
وأيضا ، فالفعل المبتدأ يظهر في أطرافها ، كحركة أيدينا وأرجلنا ، وغير ذلك ، فلا بد من إسناد ذلك إليها ، وإلى ماله به (٢) تعلق معقول. فاذا أفسدنا جميع ما ادعى من وجوه التعلق لم يبق إلا ما ذكرناه.
ولا يجوز أن يكون الفاعل في هذه الجملة غيرها ، لأنه لو كان كذلك لاقتضى أن يخترع الأفعال في هذه الجملة ، فان (٣) القدرة
__________________
(١) عده من مشايخ المؤلف يحملون كنية (أبو عبد الله) ، لكن الذي تنصرف إليه هو الشيخ المفيد ٤١٣ ه.
(٢) في أ : ما به.
(٣) في ح : لان.