من حيث كان الندب مسهلا (١) للواجب ومقويا له. فلا يصح أن يقتصر بالمكلف على تكليفه لأنه (٢) تابع لا يستقل بنفسه.
وأما صفات المكلف (٣) : ـ
فالكلام فيها فرع على العلم بالمكلف. لأن الكلام في صفات (٤) الذات فرع على العلم بالذات. فاذا ثبت ذلك فالمكلف هو الحي. لأن من ليس بحي لا يحسن تكليفه ، ويسمى الحي انسانا ، وفي الملائكة والجن اسماء (٥) أخر.
والفلاسفة تسميه نفسا. والحي هو هذه الجملة «المتناسبة» (٦) المشاهدة دون أبعاضها ، وبها يتعلق جميع الأحكام ، من الأمر والنهي ، والمدح والذم وقال معمر (٧) ، وابناء نوبخت (٨) ، وشيخنا أبو
__________________
(١) في ح : مستهلا.
(٢) في أوب : أنه.
(٣) في ب وح هكذا : فأما الكلام في صفات المكلف فانه فرع على العلم من المكلف ...
(٤) في ب وح : صفة الذات.
(٥) في ب وح : بأسماء.
(٦) ساقطة من ح.
(٧) هو معمر بن عباد السلمي ، ذكر الشهرستاني انه من أعظم القدرية مرتبة في تدقيق القول بنفي الصفات.
(٨) في ح : ابناء. بالجمع. وهم بيت من الشيعة عرفوا بالكلام ، وتضلعوا فيه. وقد تعرض الشيخ المفيد الى أقوالهم في كتابه (أوائل المقالات) ، وكان أشهرهم (اسماعيل بن علي النوبختي) و (الحسن بن موسى النوبختي).