عليه أو التوصل (١) به إليه.
الا ترى ان الانسان إنما يكون معرضا لولده للعلم إذا أمكنه (٢) من التعلم ، وأزاح علته فيه ، وأراد منه التعلم ، ومتى لم يرد منه ذلك ، أو لم يزح علته لا يكون معرضا له.
ومن شرط المعرض ان يكون عالما أو ظانا بوصول (٣) المعرض الى ما عرضه له متى فعل ما هو وصلة إليه. ألا ترى ان الواحد منا لو عرض ولده للتجارة ، وأمره بالسفر ، وغلب على ظنه أنه متى فعل جميع ما رسمه لا يحصل شيء من الربح ، لا يكون الوالد معرضا له. فعلى هذا القديم تعالى عالم بأن المكلف متى فعل ما كلفه أنه يثيبه ويوصله الى مستحقه واعتبرنا الإرادة لأن بها يختص بما عرض له ، دون ما لم يعرض له ، والتمكين والاقدار يصلح للامرين.
ألا ترى أن من أعطى سيفا لغيره ليجاهد به ، إنما يكون معرضا له بأن يقتل به كافرا دون مؤمن ، إذا أراد قتل الكافر دون المؤمن ، وإلا فالسيف يصلح للامرين. فعلى هذا إذا أقدر القديم تعالى المكلف ، وكلفه وخلق فيه الشهوة ، ويمكنه أن ينال بها المشتهى ، كما يمكنه أن يجتنبه على وجه يشق عليه ، فانما يخصص (٤) بأحد الوجهين دون الآخر بالإرادة.
__________________
(١) في أ : للتوصل.
(٢) في ح : مكنه.
(٣) في ح : لوصول.
(٤) في ح : يتخصص.