له فيه غرض في التكليف ، ويستدل على ذلك فيما بعد.
ويجب أن يكون منعما بما يجب له به العبادة ، ولا تستحق إلا بأصول النعم ، من خلق الحياة والشهوة والنفار (١) والقدرة ، وكمال العقل ، وخلق المشتهى ، وغير ذلك مما لا يدخل نعمه كل منعم في كونها نعمة (٢) إلا بعد تقدمها ، ولذلك لا يستحق بعضنا على بعض العبادة ، وإن استحق عليه الشكر لأنه (٣) لا يقدر على ما هو أصول النعم. ويختص الله تعالى بالقدرة على ذلك ، فلذلك اختص تعالى بالعبادة.
ويجب أيضا أن يكون عالما بتكامل شرائط التكليف في المكلف ، من اقداره ، وسائر ضروب التمكين.
حسن التكليف :
فاذا ثبت ذلك ، فالوجه في حسن التكليف أنه تعريض لمنزلة عظيمة لا يمكن الوصول إليها إلا بالتكليف ، والتعريض للشيء في حكم ايصاله. فعلى هذا ، اذا كان التكليف تعريضا للنفع ، يجب أن يكون نفعا ، لأن من حسن منه التوصل الى نفع حسن من الغير أن يعرضه له.
ومعنى التعريض تصيير المعروض بحيث يتمكن من الوصول الى ما عرض له مع إرادة المعرض للفعل الذي عرضه له ، وعرض للمستحق
__________________
(١) في ح : البقاء.
(٢) ساقط من أوب.
(٣) ساقط من أوب.