فاذا ثبت حقيقة التكليف فيحتاج العلم (١) بحسنه الى معرفة أشياء : أ ـ صفات المكلف (٢). ب ـ صفات المكلف. ج ـ صفات الفعل الذي يتناوله التكليف. د ـ ما الغرض في التكليف (٣). ونحن نبين جميع ذلك على أخصر الوجوه.
وقبل ذلك نبين أولا ما وجه الحسن في ابتداء الخلق ، وبيان ذلك أن نقول :
لا يخلو ان يكون في ابتداء الخلق غرض أولا غرض فيه. فان كان لا غرض فيه فهو عبث ، وذلك قبيح لا يجوز عليه تعالى ، وإن كان فيه غرض لا يخلو ان يكون فيه غرض قبيح أو حسن ، والقبيح هو أن يقصد بخلق الخلق الإضرار بهم ، وذلك قبيح ، لا يجوز على الحكيم. والغرض الحسن لا يكون إلا بحصول النفع فيه ، وذلك النفع لا يخلو أن يكون راجعا إليه تعالى أو الى غيره. فما يرجع إليه تعالى مستحيل. لاستحالة النفع عليه ، وما يرجع الى الغير هو وجه الحسن في ابتداء الخلق ، سواء كان ذلك النفع راجعا الى نفس المخلوق ، أو الى غيره ، أو إليهما. فان جميع ذلك وجه الحسن إذا تعرى من وجوه القبح.
فاذا ثبت ذلك فالمكلف منفوع بالتفضيل (٤) ، ومنفوع بالثواب ،
__________________
(١) في ح : في العلم.
(٢) في ح : صفات التكليف.
(٣) في ح : بالتكليف.
(٤) في ح : بالتفضل.