__________________
ـ قائلا : لا أعود سمع صوت الرب إلهى ، ولا أرى هذه النار العظيمة أيضا لئلا أموت. قال لى الرب : قد أحسنوا فى ما تكلموا ، أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك ، واجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ، ويكون أن الانسان الّذي لا يسمع لكلامى الّذي يتكلم به باسمى أنا أطالبه. وأما النبي الّذي يطغى فيتكلم باسمى كلاما لم أوصه أن يتكلم به ، أو الّذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي. وان قلت فى قلبك : كيف نعرف الكلام الّذي لم يتكلم به الرب؟ فما تكلم به النبي باسم الرب ، ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الّذي لم يتكلم به الرب ، بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه) [التثنية ١٨ : ١٥ ـ ٢٢]
الأوصاف التى يتحدث عنها هذا النص تنطبق على نبى الاسلام صلىاللهعليهوسلم. اذا حذفنا «من وسطك» و«من وسط» وقد وضعهما الكاتب ضمن النص الأصلي للبس الحق بالباطل ، ليؤكد أن هذا النبي اذا جاء سيكون من بنى اسرائيل.
وعبارة من «اخوتك» أو «اخوتهم» وضعهما الكاتب لاحتمال معنيين. المعنى الأول : من اخوة اليهود أى أنه سيكون اسرائيليا. والمعنى الثانى : من اخوة اليهود أى أنه سيكون من بنى اسماعيل. فاسماعيل أخ لإسحاق ، وأولاد الأعمام يطلق عليهم اخوة. ولا ينصرف «من اخوتك» على بنى عيسو أخو يعقوب ، وان كان ذلك ممكنا ولا على أولاد ابراهيم عليهالسلام من زوجته قطوره. لأن اليهود والنصارى متفقون على حرمان هؤلاء من هبات النبوة وأن يكون فى ذريتهم النبوة والكتاب بأدلة منها أن عيسو باع بكوريته ليعقوب ومنها أن أولاد قطوره وبنو السرارى أعطاهم ابراهيم فى حياته عطايا وصرفهم نحو المشرق ولم يكتب الكاتب فى التوراة ما يفيد حرمان اسماعيل من إرث ابراهيم لأنه نسله كما كتب عن بنى عيسو وأولاد قطوره «بإسحاق يدعى لك نسل ، وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك»