__________________
ـ [تك ٢١ : ١٣] وقد وعد الله ابراهيم بهذا الوعد «ويرث نسلك باب عاداته ، ويتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض» [تك ٢٢ : ١٧] ونفس الوعد الّذي حصل لابن الجارية حصل ليعقوب بن إسحاق وحده ، لقد خرج يعقوب من بئر سبع ، وذهب نحو حاران. وفى الطريق خاطبه الله قائلا : «أنا الرب إله ابراهيم أبيك ، وإله إسحاق. الأرض التى أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك ويكون نسلك كتراب الأرض ، وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبا ، ويتبارك فيك ، وفى نسلك جميع قبائل الأرض» [تكوين ٢٨ : ١٣ ـ ١٤]
وقد وضع الكاتب فى التوراة لفظ الأخوة بالتساوى بين أولاد اسماعيل ، وأولاد إسحاق ليبين أنه اذا جاء النبي منهم على وفق مرادهم أظهروا النصوص التى تدل عليه. واذا جاء على غير مرادهم يجحدوه. لقد نادى ملاك الرب هاجر من السماء «وقال لها : تكثيرا أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة ، وقال لها ملاك الرب : ها أنت حبلى فتلدين ابنا ، وتدعين اسمه اسماعيل لأن الرب قد سمع لمذلتك ، وأن يكون انسانا وحشيا ، يده على كل واحد ، ويد كل واحد عليه وأمام جميع اخوته يسكن» [تك ١٦ : ١٠ ـ ١٢]
ولما ظهر نبى الاسلام صلىاللهعليهوسلم ، أنكره البعض من أهل الكتاب «حسدا من عند أنفسهم» ولكنهم لا يستطيعون تغيير ألفاظ التوراة لانتشارها فى العالم. فلذلك لجئوا الى تحريف الكلم عن مواضعه لجئوا الى تأويل النص بالتأويلات الفاسدة. قالوا : «وأما النبي الّذي يقيمه الله من اخوة بنى اسرائيل فالمراد بذلك أنه يكون منهم» مع علمهم بيقين أن التوراة صرحت بأنه لن يقوم نبى فى اسرائيل ومن بنى اسرائيل مثل موسى [تث ٣٤ : ١٠] وحيث أن كتاب موسى قد صرح بمجيء نبى فى المستقبل ، وأن من «اخوتهم» تعنى من بنى اسماعيل ومن بنى اسرائيل. وحيث أن كتاب موسى نص على أنه لن يأتى فى المستقبل مثل موسى نبى من اسرائيل ، فيكون المراد من «اخوتهم» هنا فى هذا النص بنى اسماعيل وحيث أنه لم يظهر من بنى اسماعيل نبى أمى الا محمدصلىاللهعليهوسلم فيكون هو المراد. لتتحقق من مجيئه بركة اسماعيل فى الأمم.