الأوسط. الأوسط ثابت للأصغر ، لزم ثبوت الأكبر للأصغر. اذ لو لم يثبت مع أنا حكمنا بأن الأكبر ثبت لكل ما ثبت له الأوسط لزم اجتماع النفى والاثبات ـ اما الشكل الثانى فلأن المحمول ثابت لأحد الطرفين ومسلوب عن الطرف الآخر ، فيلزم تباين الطرفين. والا فقد اجتمع النفى والاثبات. أما الشكل الثالث : فهو وهو أن الأصغر والأكبر لما التقيا فى الأوسط ، فلو حكمنا بالتباين ، لزم حصول الالتقاء ولا حصوله ، فيجتمع النفى والاثبات. وأما الشرطى المتصل فهو أن وجود الملزوم يوجب وجود اللازم ، وعدم اللازم يدل على عدم الملزوم. والا فلا لزوم. وأما المنفصلة الحقيقية ، فيلزم من وجود أى طرفيها ، عدم الآخر ، ومن عدم أى طرفيها وجود الآخر ، تحقيقا لما ذكرنا من امتناع اجتماع النقيضين وارتفاعهما. واذا عرفت هذه المقدمات (١) ظهر لك أن بها يتبين جميع العلوم.
المقدمة الخامسة : ان المفهوم من الألف مغاير للمفهوم من الباء فهما شيئان. وتقريره يرجع الى تقرير تلك المقدمة. فانه لما صح تعقل أحدهما مع الذهول عن الآخر ، فلو كان (٢) واحدا ، لكان قد صدق عليه أنه معلوم وغير معلوم. فيجتمع النفى والاثبات. وبهذه المقدمة تبين كثير من المباحث الكلامية والفلسفية.
المقدمة السادسة : قولنا : رأينا الذات تحركت بعد أن كانت ساكنة. فلا بد وأن تكون الحركة والسكون زائدين على الذات. وهذه أيضا ترجع الى ما ذكرناه. لأن الذات باقية فى الحالتين ، وكل واحدة من هاتين الحالتين غير باقية فى الحالتين. فلو كانت الذات هى نفس هاتين الحالتين ، لزم اجتماع النفى والاثبات. وهذه هى المقدمة الجيدة القوية.
__________________
(١) التركيبات : ب
(٢) فلو كانا : ب