الرسول فى أداء تلك الرسالة ، فغضب الملك لذلك. وقال : لأرسلن غدا رسولا حصيفا حسن القيام بأدائها. لكان يعلم كل عاقل : أن الّذي وصف به الرسول الثانى وأثبته له ، ليس موجودا فى الأول. وليس هذا من باب دليل الخطاب. وانما هو استدلال بكيفية ما جرت الأحوال عليه.
الحجة السادسة :
ايمان على رضى الله عنه كان قبل ايمان أبى بكر رضى الله عنه. واذا كان كذلك ، كان أفضل من أبى بكر ـ أما المقدمة الأولى فتدل عليها وجوه :
أحدها : ما روى أن عليا قال على المنبر : «أنا الصديق الأكبر ، آمنت قبل أن آمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن أسلم أبو بكر» ثم قالوا : انه ادعى ذلك فى مجمع الناس وما كذبوه. فدل ذلك على أن هذا المعنى كان ظاهرا فيهم.
وثانيها : روى سلمان الفارسى أن النبي عليهالسلام قال : «أولكم ورودا على الحوض (١) على بن أبى طالب»
وثالثها : روى أنس قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الاثنين ، وأسلم على رضى الله عنه يوم الثلاثاء ، وعن عبد الله بن الحسن (٢) قال كان أمير المؤمنين على بن أبى طالب يقول : «أنا أول من صلى ، وأول من آمن بالله ورسوله ، ولم يسبقنى الى الصلاة الا نبى الله»
ورابعها : ان كون ايمان «على» قبل ايمان «أبى بكر» أقرب الى العقل. وذلك لأن عليا كان ابن عم محمد ، وفى داره ، ومختصا به. وأما أبو بكر فانه كان من الأجانب ، ويبعد غاية البعد أن يعرض الانسان مثل هذه المهمات العظيمة على الأجانب والأباعد ، قبل عرضها
__________________
(١) ورودا على الحوض اسلاما ... الخ : ب
(٢) الحسين : ب