على الأقارب المختصين به غاية الاختصاص. لا سيما والله تعالى يقول : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء ٢١٤)
لا يقال : الدليل على أن اسلام أبى بكر كان قبل اسلام «على» لقوله عليهالسلام : «ما عرضت الاسلام على أحد الا وله فيه كبوة ، غير أبى بكر ، فانه لم يتلعثم»
وجه الاستدلال به : هو أن النبي عليهالسلام بين أن أبا بكر لم يتوقف فى قبول الاسلام ، فلو تأخر اسلامه عن اسلام غيره ، لم يكن ذلك التأخر بسبب توقف أبى بكر. لأن الحديث دل على أنه لم يتوقف ، فوجب أن يكون ذلك لأجل أنه عليهالسلام قصر فى عرض الاسلام عليه. وذلك يفضى الى الطعن فى الرسول عليهالسلام وانه باطل.
فعلمنا : أن الرسول ما توقف فى عرض الاسلام عليه. وهو لم يتوقف فى قبوله البتة. أما على. فان هذا الحديث يقتضي أنه كان له كبوة توقف فى قبول الاسلام وهذا يدل على أن اسلام أبى بكر كان سابقا على اسلام على.
سلمنا : أن اسلام على كان سابقا على اسلام أبى بكر ، الا أنا نقول : ان عليا حين أسلم كان صبيا. بدليل الشعر المنقول عن على رضى الله عنه أنه قال :
سبقتكم الى الاسلام طرا |
|
غلاما ما ، بلغت أوان حلمى |
وأبو بكر أسلم حين كان بالغا عاقلا. والناس قد اختلفوا فى صحة اسلام الصبى. وكيف كان فلا شك أن اسلام البالغ العاقل الصادر عن الاستدلال ، أفضل (١) من اسلام الصبى الّذي لا يكون بالغا.
سلمنا : أن عليا رضى الله عنه كان بالغا وقت اسلامه ، الا أنه لا شك أنه فى ذلك الوقت ما كان مشهورا فيما بين الناس ولا محترما ولا مقبول القول ، بل كان كالصبى الّذي يكون فى البيت. فما كان
__________________
(١) أنفع : ا