الحجة الأولى : التمسك بقوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ، لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ، كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (النور ٥٥) فقوله: (الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) صيغة جمع. أقلها ثلاثة. فقد وعد الثلاثة فما فوقها من أصحاب محمد عليهالسلام أن يستخلفهم فى الأرض ، ويمكنهم من دينهم ، الّذي ارتضى لهم. وكل ما وعد الله به ، فقد فعله. ولم يوجد الا خلافة الخلفاء الأربعة ، فوجب القطع بأنها هى التى وعد الله به فى هذه الآية وأثنى عليها وعظمها. وهذا يوجب القطع بصحة خلافة هؤلاء الأربعة.
الحجة الثانية : التمسك بقوله تعالى : (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ : سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ، تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ. فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً ، وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ ، يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) (الفتح ١٦)
وجه الاستدلال بالآية : ان الداعى لهؤلاء الأعراب ، اما محمد عليهالسلام. واما أحد الخلفاء الثلاثة ـ أعنى أبا بكر وعمر وعثمان ـ وأما أن يكون الداعى هو على رضى الله عنه ، واما أن يكون الداعى من كان بعد «على»
لا جائز أن يقال : الداعى هو محمد عليهالسلام ، لقوله تعالى : (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ : إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها : ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ. قُلْ : لَنْ تَتَّبِعُونا. كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ) (الفتح ١٥)
ولا جائز أن يكن المراد هو «على» لأنه تعالى قال فى صفة هذه الدعوة : (تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ) ولم يتفق لعلى بعد النبي عليهالسلام قتال بسبب طلب الاسلام ، بل كانت محارباته بسبب طلب الامامة. ولا جائز أن يكون المراد من كان بعد «على» لأنهم عندنا