وثبت : أن المراد بذلك هو «على» ثبتت دلالة هذه الآية على إمامة على إمامة من كان مرادا بقوله : (الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) «على» ـ رضى الله عنه ـ
الشبهة الثانية عشرة : التمسك بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من كنت مولاه فعلى مولاه» والكلام فى التمسك بهذا الخبر مبنى على مقامين :
المقام الأول : تصحيح أصل الخبر. وأقوى ما قيل فيه : ان الأمة فى هذا الخبر على قولين : منهم من تمسك به فى اثبات فضيلة «على» ومنهم من تمسك به فى اثبات إمامته. وذلك يقتضي اتفاقهم على قبوله. وكل خبر أجمعت الأمة على قبوله ، وجب القطع بصحته.
وأما بيان المقام الثانى ـ وهو التمسك به على الامامة لعلى ـ فهو من وجهين :
الأول : ان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «أو لست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا : بلى. قال : «فمن كنت مولاه فعلى مولاه» واعلم : أن التمسك بهذا الوجه موقوف على مقدمات :
الأولى : ان لفظ «المولى» يحتمل الأولى. والدليل عليه : قوله تعالى : (مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ) (الحديد ١٥) قال المفسرون : معناه : النار أولى بكم. فدل هذا على أن لفظ المولى احتمل الأولى.
المقدمة الثانية : ان المراد من قوله : «من كنت مولاه ، فعلى مولاه» معناه : من كنت أولى به ، فعلى أولى به. والدليل عليه : أن لفظ المولى يحتمل الأولى. فان لم يحتمل لفظ المولى معنى آخر ، وجب حمله هاهنا على الأولى ، وان احتمل معنى آخر سوى الأولى ، فنقول : على هذا التقدير يكون لفظ المولى مجملا محتاجا الى البيان والتفسير. والكلام المذكور فى مقدمته ـ وهو ذكر الأولى ـ يصلح بيانا له ، فوجب أن يكون هذا المجمل مفسرا بما ذكرنا فى المقدمة الأولى إزالة للاجمال.